إدارة الموارد البشرية (HRM) هي جزء أساسي من المنظمة، حيث تتحمل مسؤولية كيفية استغلال الموارد البشرية داخلها. لا يقتصر دورها على جوانب معينة مثل التوظيف أو إدارة الموظفين فقط، بل تشمل مسؤوليتها ضمان وجود الأشخاص المناسبين في المنظمة، وتحفيزهم، والحفاظ على إنتاجيتهم طوال فترة عملهم. ومع ذلك، هناك عوامل خارجية متعددة تؤثر بشكل كبير على وظائف الموارد البشرية، وغالبًا ما تكون هذه العوامل خارج سيطرة مديري الموارد البشرية، ولكن يجب فهمها والتعامل معها بشكل صحيح لضمان نجاح المنظمة.
يهدف هذا المقال إلى تسليط الضوء على ستة عوامل خارجية تؤثر بشكل كبير على إدارة الموارد البشرية. من خلال إدراك هذه العوامل، سيتمكن متخصصو الموارد البشرية من تحسين الإنتاجية، والتنبؤ بالتحديات، واتخاذ قرارات فعالة.
سجّل الآن في دورة "إدارة الموارد البشرية" لتعزيز مهاراتك في حل النزاعات وتعزيز التعاون الفعّال.
تشير إلى حالة الاقتصاد، وهو أحد أقوى العوامل الخارجية التي تؤثر على إدارة الموارد البشرية. سواء كان الاقتصاد في حالة ازدهار، ركود، أو انكماش، فإن جميع عمليات الموارد البشرية، من التوظيف والتدريب إلى الأجور وأمان الوظيفة، تتأثر بالظروف الاقتصادية.
تؤثر البيئة الاقتصادية على استراتيجيات التوظيف والاحتفاظ بالموظفين. فعلى سبيل المثال، في حالة النمو الاقتصادي، قد تحتاج المنظمة إلى توظيف أعداد كبيرة، بينما في فترات الركود قد تضطر إلى تقليص القوى العاملة. يجب أن تحدد الموارد البشرية استراتيجيات الأجور المناسبة، وقد تقدم حوافز غير مالية مثل ساعات عمل مرنة أو إجازات إضافية في فترات التباطؤ الاقتصادي.
تخضع معظم أنشطة الموارد البشرية لعدة قوانين ولوائح. تتضمن التدخلات الحكومية قوانين العمل، معايير السلامة، سياسات التعويضات، المزايا، وعدم التمييز، والتي تؤثر جميعها على إدارة الموارد البشرية.
أي تغييرات قانونية أو تنظيمية قد تؤثر على سياسات التوظيف، مزايا الموظفين، وسياسات مكان العمل. لذا، يجب على مديري الموارد البشرية أن يكونوا مطلعين باستمرار على أحدث القوانين لضمان امتثال منظمتهم لها. عدم الامتثال قد يؤدي إلى عقوبات قانونية أو غرامات، مما يجعل التوافق مع القوانين أولوية قصوى للموارد البشرية.
أثّرت التكنولوجيا بشكل كبير على الموارد البشرية، من أتمتة التوظيف إلى أدوات إدارة الأداء والإنتاجية.
مع تطور التكنولوجيا، يجب أن تواكب الموارد البشرية هذه التغييرات لتعزيز الكفاءة التشغيلية. على مديري الموارد البشرية تعلم كيفية استخدام الأدوات الرقمية لتوظيف المواهب وإدارة الأداء والتفاعل مع الموظفين. عدم تبني التقنيات الحديثة قد يؤدي إلى ضعف الكفاءة أو فقدان القدرة التنافسية.
تشمل التغيرات في السن، الجنس، العرق، أو المستوى التعليمي داخل القوى العاملة. على سبيل المثال، العديد من الدول تواجه شيخوخة القوى العاملة، مما يتطلب من الموارد البشرية تطوير استراتيجيات للحفاظ على الموظفين ذوي الخبرة من خلال العمل المرن أو الحوافز الخاصة.
التغيرات الديموغرافية تؤثر على استراتيجيات التوظيف، الاحتفاظ بالموظفين، وبرامج التدريب. يجب أن تتبنى الموارد البشرية سياسات شاملة لجذب المواهب من مختلف الفئات وخلق بيئة عمل شاملة وداعمة. يمكن أن تشمل هذه السياسات برامج إرشاد للموظفين الشباب، أو جداول عمل مرنة للأفراد ذوي المسؤوليات العائلية.
في عالم اليوم المعولم، تغيرت إدارة الموارد البشرية بالكامل. أصبح التحدي الأكبر يتمثل في إدارة القوى العاملة المتعددة الجنسيات، حيث يتعامل مدراء الموارد البشرية مع أفراد من ثقافات ودول ونظم قانونية مختلفة.
تتطلب العولمة من الموارد البشرية تطوير استراتيجيات لإدارة المواهب الدولية، وتدريب الموظفين على التواصل بين الثقافات، وضمان الامتثال للقوانين الدولية. يجب على مديري الموارد البشرية إدارة الفرق الدولية بفعالية وتعزيز بيئة عمل تنافسية في الأسواق العالمية.
تخضع ممارسات الموارد البشرية إلى تأثير القيم والتوقعات الاجتماعية. على سبيل المثال، أصبح تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية أولوية للعديد من الموظفين، مما يدفع الشركات إلى تقديم خيارات عمل مرنة مثل العمل عن بُعد. كما أن القضايا الاجتماعية مثل التنوع العرقي والمساواة بين الجنسين والصحة النفسية تؤثر على سياسات الموارد البشرية.
يتوجب على الموارد البشرية التكيف مع هذه التغيرات لضمان بيئة عمل تدعم رفاهية الموظفين. كما يجب تعزيز التنوع والاندماج من خلال وضع سياسات شاملة تلبي احتياجات جميع الموظفين، مثل برامج دعم الصحة النفسية ومبادرات تعزيز التنوع الثقافي.
يمكننا استنتاج أن العوامل الخارجية مثل البيئة الاقتصادية، التغيرات القانونية، التكنولوجيا، الديموغرافيا، العولمة، والعوامل الاجتماعية والثقافية تؤثر بشكل كبير على إدارة الموارد البشرية. هذه العوامل تؤثر على عمليات التوظيف، إدارة المواهب، التعويضات، وإشراك الموظفين. لذلك، فإن التكيف مع هذه التغيرات والاستجابة لها بشكل استباقي يعد أمرًا بالغ الأهمية لنجاح الموارد البشرية.
تقدّم الأكاديمية البريطانية للتدريب والتطوير برامج متخصصة في إدارة الموارد البشرية لمساعدتك على تحقيق طموحاتك المهنية.