مخاطر السوق، أو المخاطر النظامية، هي احتمال خسارة المستثمر بسبب عوامل تؤثر على السوق ككل، مثل التغيرات الاقتصادية، تقلبات أسعار الفائدة، الاضطرابات السياسية، أو الكوارث العالمية مثل الحروب أو الأوبئة. حتى المحافظ الاستثمارية المتنوعة تتأثر بهذه المخاطر.
1. مثال:
خلال جائحة كوفيد-19، شهدت الأسواق العالمية تقلبات وانخفاضات كبيرة بسبب تعطيل الأنشطة الاقتصادية وتباطؤ الاقتصاد. حتى المستثمرين الذين يمتلكون محافظ متنوعة لم يكونوا محصنين، حيث تراجعت قيم معظم القطاعات.
2. استراتيجية التخفيف:
تنويع الاستثمارات عبر فئات أصول مختلفة مثل السندات أو السلع يمكن أن يقلل من مخاطر السوق. بالإضافة إلى ذلك، يستخدم العديد من المستثمرين استراتيجيات التحوط مثل الخيارات لحماية استثماراتهم خلال فترات التقلب الشديد.
مخاطر الشركات، أو المخاطر غير النظامية، تتعلق بشركة أو صناعة معينة. تشمل مصادر هذه المخاطر قرارات الإدارة السيئة، المشكلات التنظيمية، أو انخفاض التنافسية. يمكن تقليل هذا النوع من المخاطر عن طريق تنويع المحفظة الاستثمارية.
1. مثال:
في عام 2001، انهارت أسهم شركة إنرون بسبب الاحتيال والممارسات المالية غير القانونية، مما أدى إلى إفلاسها وخسائر فادحة للمستثمرين.
2. استراتيجية التخفيف:
تنويع الاستثمارات بين شركات وقطاعات مختلفة يقلل من التعرض لمخاطر الشركات. إذا فشلت شركة معينة، فإن الاستثمارات الأخرى يمكن أن تعوض الخسائر.
مخاطر السيولة تشير إلى عدم قدرة المستثمر على بيع استثماره بسرعة دون التأثير على سعره السوقي.
1. مثال:
خلال الأزمات المالية، يميل المستثمرون إلى بيع أصولهم بسرعة. ومع ذلك، قد تكون الأسهم ذات أحجام التداول المنخفضة غير قابلة للبيع دون خسائر كبيرة.
2. استراتيجية التخفيف:
الاستثمار في أسهم ذات أحجام تداول كبيرة مثل أسهم الشركات الكبرى يقلل من مخاطر السيولة. كما توفر صناديق الاستثمار المتداولة والسيولة خيارات أفضل.
تشير مخاطر أسعار الفائدة إلى تأثير ارتفاع الفائدة على الاستثمارات، حيث يؤدي ذلك عادة إلى انخفاض أسعار الأسهم.
1. مثال:
في عام 2022، رفع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة عدة مرات للحد من التضخم، مما أدى إلى انخفاض سوق الأسهم بسبب توقعات النمو المنخفض.
2. استراتيجية التخفيف:
الاستثمار في أصول تحقق أداءً جيدًا مع ارتفاع أسعار الفائدة مثل السندات أو الأسهم التي تدفع توزيعات أرباح يساعد في تقليل هذه المخاطر.
تشير مخاطر التضخم إلى احتمال تآكل العائدات بسبب ارتفاع الأسعار.
1. مثال:
في السبعينيات، واجهت الولايات المتحدة فترة "الركود التضخمي"، حيث اجتمع ارتفاع التضخم مع تباطؤ النمو الاقتصادي، مما أثر على عائدات الاستثمارات.
2. استراتيجية التخفيف:
الاستثمار في قطاعات مثل السلع الأساسية والطاقة والعقارات يمكن أن يحمي من آثار التضخم.
مخاطر العملة تحدث عندما تؤثر تغيرات أسعار الصرف على عوائد المستثمرين في الأسواق الأجنبية.
1. مثال:
إذا استثمر مستثمر أمريكي في شركات أوروبية، فإن ضعف اليورو مقابل الدولار قد يقلل من قيمة العائدات عند تحويلها.
2. استراتيجية التخفيف:
الاستثمار في صناديق مغطاة للعملات أو في شركات متعددة الجنسيات التي تعمل بإيرادات بعملات مختلفة يقلل من مخاطر العملة.
تشير إلى احتمال الخسارة بسبب تغييرات في القوانين أو اللوائح أو السياسات الحكومية.
1. مثال:
اللوائح الجديدة المتعلقة بخصوصية البيانات أثرت على أسعار أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى في السنوات الأخيرة.
2. استراتيجية التخفيف:
الاطلاع على التغيرات التنظيمية وتنويع الاستثمارات جغرافيًا وقطاعيًا يقلل من هذه المخاطر.
جميع أنواع المخاطر، من التأثيرات التي تشمل السوق بالكامل إلى التحديات المرتبطة بشركات معينة، ترتبط بالاستثمار في الأسهم. فهم هذه المخاطر وتطبيق الاستراتيجيات المثلى يساعد المستثمرين على مواجهة عدم اليقين في سوق الأسهم بشكل أفضل. التنويع، البحث، الانضباط العاطفي، وتحديث المعرفة هي عناصر أساسية لإدارة المخاطر المرتبطة بالاستثمار في الأسهم. يمكنك حضور دورات متنوعة في مجال المحاسبة في لندن تقدمها الأكاديمية البريطانية للتدريب والتطوير. ورغم أنه من المستحيل تجنب المخاطر تمامًا، إلا أنه يمكن دائمًا تقليلها؛ وفي هذه الحالة، يمكن للمستثمرين السعي لتحقيق العوائد مع تقليل احتمالية الخسائر إلى الحد الأدنى.