تقنيات التقييم النوعي والكمي للمخاطر من أجل اتخاذ قرارات فعّالة - الأكاديمية البريطانية للتدريب و التطوير

التصنيفات

صفحة الفيسبوك

صفحة التويتر

تقنيات التقييم النوعي والكمي للمخاطر من أجل اتخاذ قرارات فعّالة

المخاطر تُعد جانبًا مهمًا في أي بيئة أعمال أو مشروع أو عمليات تشغيلية. تعتمد المؤسسات على تقنيات التقييم النوعي والكمي للمخاطر لمساعدتها في اتخاذ قرارات مستنيرة. توفّر هذه التقنيات إطارًا يُسهّل عمليات صنع القرار بحيث يتمكن المديرون من تحديد المخاطر وتحليلها والاستجابة لها بطريقة منهجية وفعالة. سيناقش هذا المقال تقنيات التقييم النوعي والكمي للمخاطر، وكيف تُكمل هذه الأساليب جهود الإدارة الفعالة للمخاطر.

ما هو تقييم المخاطر؟

تقييم المخاطر يهتم بتحديد المخاطر وتقييمها وترتيبها حسب الأولوية والتي قد تؤثر على المشروع أو العمليات أو المؤسسة. ويُعد هذا التقييم أساسًا لاتخاذ قرارات محسوبة لتفادي العواقب السلبية أو التخفيف منها. ويتم إجراء التقييم عادة إما بشكل نوعي أو كمي، ولكل منهما غرض مختلف، وغالبًا ما يُستخدمان معًا.

ما هو التقييم النوعي للمخاطر؟

التقييم النوعي للمخاطر هو أحد الأساليب التي تعتمدها الشركات لتحديد التهديدات. ويعتمد هذا النوع بشكل كبير على حكم وخبرة الخبراء، ويُستخدم خصوصًا في الحالات التي تكون فيها البيانات شحيحة أو يصعب قياسها رقميًا.

تتعدد أدوات تحليل المخاطر في الشركات، وغالبًا ما يعتمد التحليل على خريطة المخاطر، وهي رسم توضيحي يُظهر المخاطر داخل المؤسسة. تحتوي خريطة المخاطر على نقاط توضع على شبكة أو مصفوفة تأثير، تُوضح مدى احتمال كل خطر وتأثيره على المؤسسة.

رغم عدم حاجته إلى حسابات أو إحصائيات، إلا أن التقييم النوعي يمر بعدة خطوات تشمل: تحديد المخاطر، تقييمها، ثم التخفيف منها. وتعتمد الشركات بشكل كبير على برمجيات تحليلات إدارة المخاطر التي تساعد في الكشف المبكر عن المخاطر، مما يُمكّن الشركة من الاستعداد قبل وقوع الخطر. ويُعد هذا التقييم إجابة على العديد من الأسئلة التي يطرحها القادة بشأن المخاطر.

تقنيات مستخدمة في التقييم النوعي

تشمل التقنيات الشائعة مصفوفات المخاطر، تحليل SWOT، وتقنية دلفي. يتم تصنيف المخاطر إلى مستويات: منخفض، متوسط، مرتفع، بناءً على شدتها أو احتمال وقوعها، والهدف هو التعرف بسرعة على المخاطر الحرجة بدلاً من الانشغال بحسابات تفصيلية.

ولبناء الخبرة في استخدام هذه الأدوات، تقدم الأكاديمية البريطانية للتدريب والتطوير دورة تدريبية شاملة في استراتيجيات وإجراءات إدارة المخاطر لمساعدة المحترفين على إدارة المخاطر بفعالية من خلال منهجيات منظمة وتحليلات قائمة على البيانات.

فوائد الأساليب النوعية

الأساليب النوعية سريعة، منخفضة التكاليف، سهلة الاستخدام، تعزز التعاون بين أعضاء الفريق، وتدعم اتخاذ القرارات المباشرة. وهي مناسبة جدًا في مراحل بداية المشروع أو عند التعامل مع المخاطر الاستراتيجية أو المتعلقة بالسمعة.

ما هو التقييم الكمي للمخاطر؟

التقييم الكمي للمخاطر يعتمد على الأرقام والإحصاءات، ويقيس الاحتمالات والآثار المحتملة للمخاطر على المنظمة ككل. ويُستخدم بشكل فعال عندما تكون البيانات متوفرة. تعتمد الشركات على الأدلة الكمية لتبرير قراراتها.

يعتمد هذا التقييم على شبكة بيانات واسعة لتحديد المخاطر الشاملة من خلال نماذج إحصائية. على سبيل المثال، قد يشمل التقييم الكمي تحليل المبيعات لتقييم الوضع المالي للشركة.

تقنيات التقييم الكمي للمخاطر

تشمل التقنيات الرئيسية: محاكاة مونت كارلو، تحليل الحساسية، تحليل شجرة القرار، وتحليل شجرة الأعطال، والتي تُنتج احتمالات مختلفة للنتائج والعواقب المحتملة باستخدام البيانات التاريخية والنماذج الرياضية.

فوائد الأساليب الكمية

توفر الأساليب الكمية نظرة دقيقة وموضوعية للمخاطر، وهي الأنسب للمشروعات المعقدة وعالية القيمة. كما تسمح بتحليلات أعمق وتمكّن المؤسسات من اتخاذ قرارات قائمة على الأدلة وقابلة للدفاع عنها.

شرح تقنيات التقييم النوعي والكمي للمخاطر

  • مصفوفة المخاطر: رسم بياني يقارن بين درجة الخطورة والتأثير، ويُصنف المخاطر إلى: منخفضة، متوسطة، عالية. يُستخدم في السلامة والصحة والبيئة.

  • تحليل SWOT: يحدد نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات، وله دور استراتيجي في تحديد المخاطر الداخلية والخارجية.

  • مقابلات وورش عمل الخبراء: تجمع رؤى الخبراء التي قد لا تظهر من خلال البيانات وحدها.

  • تقنية دلفي: تتضمن سلسلة من الاستطلاعات بين خبراء للوصول إلى إجماع، مما يُقلل التحيز ويُعزز التقييمات النوعية.

  • محاكاة مونت كارلو: تستخدم النمذجة الإحصائية والعينات العشوائية لتوقع النتائج المحتملة، وتُستخدم في التنبؤات المالية والمشروعات الضخمة.

  • تحليل الحساسية: يُحلل كيف تؤثر متغيرات معينة على النتائج، مما يسمح بالتركيز على أهم العوامل.

  • تحليل شجرة القرار: يُحدد مختلف مسارات العمل والنتائج والتكاليف المرتبطة بها، وهو أداة تحليلية بصرية للمقارنة بين البدائل.

  • تحليل شجرة الأعطال (FTA): يُحدد الأسباب المحتملة لحدث غير مرغوب فيه من خلال الرجوع إلى جذور المشكلة، ويُستخدم في الأنظمة الهندسية الحساسة للسلامة.

التحديات في تقييم المخاطر

  • قيود البيانات: يعتمد التقييم الكمي على بيانات دقيقة، وإن كانت غير مكتملة أو قديمة، قد تؤدي لقرارات خاطئة.

  • الذاتية في التقييم النوعي: رغم سرعته، إلا أنه عرضة للتحيّز والتباين. يتطلب تدريبًا جيدًا ومدخلات متنوعة لتقليل التأثيرات الذاتية.

  • صعوبات في التكامل: قلة من المؤسسات تنجح في مطابقة التقييم النظري مع الواقع العملي، مما يقلل من فاعلية التقييم في اتخاذ القرار.

تقييم أقوى للمخاطر من أجل قرارات أفضل

إن الجمع بين النهج النوعي والكمي يُمكن الشركات من إدارة حالة عدم اليقين بثقة. بدءًا من تحديد الأولويات السريع إلى النمذجة العميقة للعواقب المالية، يُعد كل نوع أساسيًا لاتخاذ قرارات فعالة. وباستخدام هذه التقنيات استراتيجيًا، يمكن للمؤسسات حماية قيمة أصولها، وتحسين الأداء، والتفوق على المنافسين.