الخطة الجيدة هي ما يحتاجه مديرو المشاريع. فهي تأخذ مشروعًا يبدو مرهقًا وتعيد تنظيمه بطريقة منهجية قابلة للتنفيذ. كل شيء يكون تحت السيطرة. قد يبدو الأمر مملًا للبعض، لكن أصحاب المصلحة لا يبحثون عن مغامرة مشوقة في مدينة الملاهي؛ إنهم يريدون فقط إنجاز العمل بالشكل الصحيح.
تم تطوير أنظمة مثل Waterfall، وAgile، وKanban، وطريقة المسار الحرج (CPM)، وإدارة المشروع بالسلسلة الحرجة (CCPM) لمساعدة الفرق في إدارة أعمالها. هذه الأساليب يمكن تطبيقها بشكل عام، أو تخصيصها لمجالات محددة من المشروع، مثل الجدولة والمراقبة. كل مرحلة من المشروع لها أهميتها، ولكن الأهم لتحقيق النجاح هو التخطيط وإدارة الموارد.
الموارد لا تقتصر فقط على المعدات أو موقع تنفيذ المشروع؛ بل تشمل أيضًا الفريق. معظم الأشخاص والأماكن والأشياء لديهم التزامات عديدة، ومن الأفضل التفكير في الأمر كسلسلة حرجة. بل في الواقع، هناك منهجية يمكنها تنظيم موارد المشروع، وهي إدارة المشروع بالسلسلة الحرجة (CCPM).
ما هي إدارة المشروع بالسلسلة الحرجة؟
الغرض الأساسي من طريقة السلسلة الحرجة هو تنفيذ مهام المشروع وتوزيع الموارد المطلوبة. فتنفيذ المهام يتطلب موارد مثل الأشخاص، والمعدات، والمواد، والمواقع، وغيرها.
قد تُذكّرك "السلسلة الحرجة" بأساليب مشهورة مثل طريقة المسار الحرج (CPM) أو تقنية تقييم ومراجعة المشروع (PERT)، لكنها تختلف عنها. فالنماذج التقليدية تتميز بترتيب المهام الصارم والجدولة غير المرنة.
طُوّرت إدارة المشروع بالسلسلة الحرجة على يد إيلياهو إم. جولدرات، الخبير الإسرائيلي في إدارة الأعمال، وهو نفسه صاحب نظرية القيود (Theory of Constraints)، والتي تهدف إلى تحقيق توازن في استخدام موارد المشروع، وتوفير مرونة أكبر في توقيت إطلاق بعض المهام المختارة.
تُقدِّم الأكاديمية البريطانية للتدريب والتطوير هذه الدورة لتعزيز الفهم العميق لإدارة المشروع بالسلسلة الحرجة، والتي تركّز على تحسين استخدام الموارد والجدولة الاستراتيجية لتحسين أداء المشروع.
تطوّر إدارة المشروع بالسلسلة الحرجة
تم تطوير CCPM عام 1997 على يد الدكتور إيلياهو جولدرات. وترتبط هذه المنهجية ارتباطًا وثيقًا بنظرية القيود، والتي تساعد على تحديد الاختناقات الأساسية أو العوامل المحدِّدة التي تعيق إتمام المشروع. وتنطلق من مبدأ أن كل مشروع يحتوي على "قيد رئيسي" قادر على تعطيل المشروع بأكمله، مثل الحلقة الأضعف في سلسلة.
الفرق بين طريقة المسار الحرج (CPM) ومنهجية السلسلة الحرجة (CCPM)
يخلط كثير من الناس بين هذين المصطلحين ويستخدمونهما بالتبادل، لكن الحقيقة أنهما طريقتان مختلفتان تمامًا في جدولة المشروع.
هناك فارقان رئيسيان:
المسار الحرج ≠ السلسلة الحرجة. فالسلسلة الحرجة تشمل المسار الحرج، بالإضافة إلى عازل المشروع (Project Buffer) وسلاسل التغذية (Feeding Chains). وتُستخدم هذه العوازل لضمان تنفيذ المهام الحرجة في الوقت المناسب.
السلسلة الحرجة تعتمد على العوازل (Buffers) بشكل أساسي، وهو ما لا يوجد في طريقة المسار الحرج. ورغم أن هذا الفرق قد يبدو بسيطًا، إلا أن تأثيره كبير في كيفية إدارة المشروع عمليًا.4 خطوات أساسية لاستخدام منهجية السلسلة الحرجة في إدارة المشاريعتحديد المسار الحرج: ابدأ بتحديد المهام الضرورية لإكمال المشروع. هذا المسار يشكّل العمود الفقري لتخطيط المشروع.
تحديد الموارد المطلوبة: عرّف الموارد من حيث الوقت، الأشخاص، المعدات، أو المنتجات. قدّر عدد الأفراد المطلوبين ومدة تنفيذ كل مهمة على السلسلة الحرجة.
وضع العوازل: بعد معرفة الموارد المطلوبة، حدد أماكن وضع العوازل وكمية الوقت أو الموارد اللازمة. هذه العوازل تقلل المخاطر وتحافظ على توفر الموارد.
الحفاظ على تركيز الفريق: تجنّب تكليف أعضاء الفريق بمهام متعددة في آن واحد. التركيز على مهمة واحدة يُحسِّن الأداء ويقلل التوتر والإرهاق.فوائد إدارة المشروع بالسلسلة الحرجة
توفر عوازل زمنية تُمكّن الفرق من إكمال المهام حتى لو تأخرت بعض الأنشطة.
تُحسِّن الإنتاجية من خلال تقليل مدة تنفيذ المهام.
تتيح للفرق مراجعة المخرجات وضمان جودتها قبل التسليم.
تُقلل من تأثير تقديرات الوقت غير الدقيقة من خلال المرونة التي توفرها العوازل.